بالشامي
آيات عاجي

بتتذكروا رحلات المدرسة أيام زمان بسوريا؟

رحلات المدرسة بأيام زمان بسوريا ما كانت مجرد طلعة للتسلية وبس… كانت تعليمية، ترفيهية وتثقيفية. المدرسة كانت تفتح للطلاب مجال ليتعرفوا على معالم بلدنا وأجمل الأماكن فيها، من معامل وصروح أثرية لبساتين ومتاحف. الرحلة كانت عيد صغير. من أول ما يعلنوا بالمدرسة: “الخميس في رحلة”، يضج الصف بالفرح والصريخ. البيت ينقلب تجهيزات، والأم تعبي الشنطة سندويشات وفواكه وأكلات طيبة كأنو الولد مسافر أسبوع كامل، مو نهار واحد.

هيك بتبلش

الصبح بكير، باص السكانيا يوقف جنب باب المدرسة، والطلاب متجمعين حواليه بعيون كلها حماس.

أول ما يمشي الباص، تنقلب الدنيا حفلة:
الدربكة تدق من ورا، والكل يغني بصوت واحد:
“يا شوفير دوس دوس… الله يبعتلك عروس
شقرا وبيضا من طرطوس… ما بتاكل إلا مكدوس”

والتصفيق يعبي الجو، والمديرة تصرخ: “اقعدوا يا ولاد!” وما حدا سامع غير الضحك والأغاني.

الاستاذ يحاول يسكتنا… مرة ومرتين وبالأخير ييأس. وبالطريق، بتحس حالك ابن بطوطة صغير، رايح تكتشف مكان جديد. ولما نوصل، المعلمين يضلوا ماشيين حولينا خوفاً من الضياع أو أي غلطة.

بالمرحلة الابتدائية، كان البرنامج واضح: زيارة معامل البسكويت، أقلام الرصاص، أو حتى معامل الصابون. ندخل عالقسم ونشوف بعينا كيف البسكويت يطلع سخن من الفرن وكيف الأقلام عم تنصنع خطوة خطوة، ونرجع كل واحد حامل بإيدو هدية صغيرة: علبة بسكويت من غراوي أو علبة أقلام النسر. غير المعامل، كانت الوجهات الأقرب لقلبنا حديقة الطلائع، حديقة الحيوان، الغوطة، المتحف الوطني أو متحف العظم، ومعهن طبعاً يوم كامل بـ مدينة الملاهي يلي كان بالنسبة إلنا أحلى يوم و قمة السعادة.

ولما نكبر شوي ونصير بالإعدادي والثانوي، تصير الوجهات أبعد: قلعة الحصن، طرطوس، بقين، الزبداني،السويداء، نبع بردى… هون تبدأ المغامرة الحقيقية والذكريات الحلوة.

الوجهة ما بتفرق… معمل البسكوت وريحتو الطيبة، بساتين الغوطة وخضرتها، أو مدينة الملاهي وضحكاتها العالية. الأهم كان الألعاب البسيطة: طابة،شد الحبل، راكيتات، استكشاف وصوت الدربكة يلي يضل يرن بأدانا.

وما في رحلة بلا كاميرا و صور تذكارية. صورة جماعية مع الصف ومع رفقات الطفولة والأحلى إذا اتصورت جنب المدير أو الأنسة المميزة؟ بتحس حالك عامل إنجاز العمر. ترجع عالبيت وتفرجي الصور لأهلك، وتنام وانت حاسس حالك بطل.

وهيك بتخلص

بالرجعة، الكل تعبان من الركض والضحك، نطلع بباص سكانيا ل نختم رحلتنا ونغني :
“تيكا تيكا تيكا… شو هالرحلة الأنتيكا… بدنا رحلة تانية على حساب المديرة”
“لا رحنا ولا جينا… هاتو مصارينا”

والضحك يعبي الباص، لآخر نفس، لآخر لحظة.

اليوم كل ما نفتح صورة قديمة من رحلة مدرسة، بيرجع كل شي قدام عيونا: الباص، الدربكة، الأغاني، الشناتي، والضحك… ذكريات حلوة، وأمل كبير إنو ترجع الرحلات مع بداية هالسنة تفرح قلوب طلاب سوريا من جديد.

المزيد بقسم الزمن الجميل على موقعنا!