بتعرفوا إنو وردة سوريا الوطنية من الشام، سافرت بكل الدنيا، واخدت معها ريحة الأرض الدمشقية؟ الوردة الشامية الدمشقية أو متل ما منسميها نحنا: الورد الجوري، هالزهرة مو بس وردة… هي سفيرة سوريا، ورسالة حب وتراث و وطن.
من قلب الشام، لفت عكل بلاد العالم، وصار إلها جواز سفر سوري، وحتى اليونيسكو سنة 2019 اعترفت فيها كتراث ثقافي عالمي غير مادي، وقالت عنها إنها من رموز الحضارة السورية.
الوردة الشامية، أو لاروزا دامسينا Rosa Damascena، اسمها طالع من اسم مدينتها دمشق، المدينة الأقدم بالعالم. من هون، من الغوطة الدمشقية، بلشت رحلتها، وسافرت عبر القوافل للشرق والغرب… للهند، لتركيا، لمصر، ولأوروبا. وين ما راحت، كانت تحكي حكايتنا.
ومن قد ما كانت ملفتة، حتى هوميروس ذكرها بالإلياذة، وشكسبير وصف جمالها، وقال:
“جميلة كجمال وردة دمشق.”
ونزار قباني، شاعر الشام، كتب عنها:
“أنا وردتكم الدمشقية يا أهل الشام،
فمن وجدني منكم فليضعني في أول مزهرية.”
يعني الشام مو بس عطّرت العالم، كمان خلّت كبار الأدباء يتغزّلوا فيها.
بالشام، لما كانت تطل الوردة بأيار، كانت تعبّي الحارات بريحة عطرها. ومن الفجر، النساء والفتيات والرجال بيجهزوا سلال الورد، وبينزلوا يقطفوه وبيصير يوم الورد متل العيد، بيغنّوا وبيضحكوا وبيجمعوا ملكة الورود.
وبيصنعوا منّا أطيب وأغلى المنتجات:
وللعطر، بيحتاجوا ٦٠٠ وردة ليعملوا لتر واحد من الزيت، وهو سر العطور العالمية.
بيقولوا وقت صلاح الدين الأيوبي حرر القدس، جاب ٥٠٠ جمل محمّلين بماء ورد من الشام، ليطهّر الأرض.
وحتى الخليفة المتوكل، حب الوردة الدمشقية لدرجة منع الناس من زراعتها وقال:
“أنا ملك الملوك، وهي ملكة الورود، وكل واحد منا بيستحق التاني”.
وفيك تقول إنو هالوردة، مو بس وردة… هي حكاية شامية، وحكاية بلد.
وسوريا مو بس بلد الورد، كمان بلد الياسمين الدمشقي، الزهرة البيضا يلي عمّرت بيوت الشام، وصارت رمز من رموز المدينة. عكل شباك، على كل عتبة، شمينا ريحتها… وصار اسم دمشق من وقتها مدينة الياسمين.
نزار قباني كمان قال:
“دمشق علّمتني أبجدية الياسمين”،
ووصّى يندفن فيها، “بالتراب يلي نبتت فيه حبيبة قلبي ياسمينة دمشق.”
ومحمود درويش قال:
“في الشام، أعرف من أنا وسط الزحام،
يدلّني حجر توضأ في دموع الياسمينة ثم نام.”
ومن حبّ سوريا للورد، عملت من 50 سنة تقريباً أوّل معرض دولي للزهور سنة 1973، بحديقة الجاحظ، وبعدين بحديقة الشيراتون، واليوم صار معرض الزهور بحديقة تشرين بيجمع كل عشاق الزهور من سوريا والعالم.
بيجتمعوا كل سنة، ليتفرجوا، يشتروا، ويتنفسوا عطر الورد السوري، الجوري والياسمين والأقحوان والنرجس… وهالمعرض ليومنا الحالي بينعاد كل سنة بالشام.
الياسمين والجوري، مو بس نبات… هني ذاكرة، وهوية، وعطر وطن. وين ما كنت، إذا شمّيت ريحة ياسمين، أو شفت وردة شامية، بتتذكّر الشام، ببيوتها، بحاراتها، بأهلها.
وبين شباك مزهر بياسمين، وساحة مزينة بالجوري… منعرف إنو الشام دايمًا بخير.
انبسطت بهالمقال عن وردة سوريا الوطنية؟ تأكد تزور قسم #مدونة على موقعنا لتشوف المزيد!