الشام مو بس مدينة، هي حالة، شعور، وذكريات بتجمع الماضي والحاضر بكل حب. لما تمشي بشوارعها أو تقعد مع أهلها، بتحس إنك منهم و فيهم، بتحس بالألفة والحنية اللي نادراً ما بتلاقيها بغير مكان. بناء على ذلك، بالشام كل شي إلو طعم وروح، طيب ليش كل شي بالشام أحلى يا ترى؟
لأنو بتنشرب الأهل والأحباب، و بترافقها فضفضة و حكايات و ذكريات. الشاي بالشام ما بينشرب بسرعة لأنو رفيق السردات الطويلة ورفيق فطور العيلة.
لأنها مو مجرد زحمة سيارات، هي زحمة ناس إلها قصص.بتحس إنو كل واحد بيمر جنبك إلو حكاية، بيسلم عليك لو ما بيعرفك و بيقلك “الله معك” أو “يسعدلي هالوجه”. هون الزحمة ما بتزعجك و بتشوف الابتسامة على كل الوجوه.
لأنو ريحة الارض بعد المطر غير… وكأنو المطر مابيلبق غير للشام.
لأنو بيتقدم ضيافة و بينشرب على رواء مع الناس اللي بتحبهم و كيف اذا كان مع اطلالة بتنعنش القلب…
ريحة الحلو بتفوح من البيوت و اللمة الحلوة و معمول و عجئة هاليوم مو بس معجونة بالفستق و بالحب و الفرحة كمان.
خاصة عرباية الفتوش او المارشميلو و بياع الذرة والعوجا و الفول النابت و لطافة عمو البياع و كرمو و ابتسامتو المخبية وراها تعب سنين…
بفرحة الأطفال النابعة من القلب و العيديات و الحلويات و الاجواء الحلوة و خاصة مشوار الارض السعيدة…
خاصة بحارات الشام القديمة و الازقة و احلى شعور لما تضيع بين الحارات الضيقة المليانة دخاليج و حنية و دفا…. بتعرفوا اسم هالحارة؟
لأنو نادراً ما ينزل التلج عنا لهيك بيكون يوم تاريخي و الكل بينزل يلعب بالتلجات كبار وصغار، و كل حي بيعمل اكبر رجل تلج .الدفا بيجي من الفرح اللي بعيون الناس، مهما كان البرد قارص. في النهاية، التلج هون هو وقت للفرح، وللضحكة اللي ما بتنتهي.
المساجد القديمة بصوتها الحنون بتطمن القلب وبتعطي للمدينة هدوء وسكينة. و صوت الاذان الجماعي من الجامع الأموي بيرد الروح.
الصبح بالشام بيبدأ بصوت العصافير وكأنو الطبيعة عم تغني لذكرياتنا الحلوة.
وخاصة الخبز المشروح مع حبة البركة يلي ما بتدوقوه إلا بالشام.
على سبيل المثال، أهل الشام دايماً جاهزين للمساعدة بابتسامة، ولو سألت حدا عن شي، ممكن يترك شغلو بس ليدلك. الشامي بيحب يضيفك ويملا قلبك محبة قبل ما يملا فنجانك قهوة. حتى لو كنت غريب، بتحس إنك جزء من العيلة لما يقلك الشامي البيت بيتك و المحل محلك.
الشوام مو بس اساتذة بالتسويق و كمان اساتذة بالغزل و بالشام ما بيكفي إنك تقول “شكراً” و بس، دايماً الرد بيكون “الله يسلمك” أو “الله يعوض عليك”، وكل جملة فيها دعوة بالخير والبركة.