مدونة
مروان سمرة
This article is also available in English. Switch Language

مطربا: ضيعة مقسومة بين سوريا ولبنان

مطربا، هالضيعة الزغيرة يلي بتجمع بين سوريا ولبنان، فيها حياة مقسومة نصين. الحدود اللي بتفصل بين الجهتين هي ساقية ميّ بسيطة، مش جدار عالي ولا سور، بس نقطة بيوقف عليها حاجز للجيش اللبناني من جهة، ومن الجهة التانية بتلاقي عناصر الهجانة السورية. هالمعبر البسيط هو الشاهد على حياة يومية عم تعيشها القرية بنصين. عند هالمعبر، السيارات بتوقف والأهالي بيتنقلوا بين نص القرية اللبناني ونصها السوري وكأنهن نفس المكان.

مطربا قرية زراعية فقيرة. معظم الأهالي هون عايشين من شغل الأرض، وبيوتن متواضعة بتعكس هالواقع. الزراعة هي العمود الفقري للاقتصاد بهالضيعة، وما في كتير موارد أو مصادر دخل تانية. حتى التهريب، اللي بينشهر كتير بالمناطق الحدودية، مش كتير ظاهر هون. البيوت العادية والبسيطة بتفرجي إنو ما في أثر كبير لهالنشاطات يلي بتغني أهالي القرى التانية.

بالرغم من إنو مطربا مقسومة جغرافياً بين دولتين، أهل الضيعة بيعيشوا كأنهن جسم واحد. الحركة بين الجهتين ناشطة، والأهالي بيتنقلوا بسهولة يومياً بين لبنان وسوريا. العلاقات الاجتماعية والمصاهرة بين العائلات مشتركة، والشغل اليومي كمان مشترك. الأرض هي اللي بتربطهن ببعض أكتر من الحدود السياسية، وبيظلوا متعاونين ليكفوا حياتن اليومية.

العيشة بمطربا مو سهلة، الظروف الاقتصادية قاسية والموارد محدودة. الزراعة بحاجة لدعم، بس الاهالي بيشتغلوا بكل طاقتهم ليحافظوا على أراضيهم وبيوتهم. الحدود يلي بتفصل القرية مو أكتر من خط جغرافي، بس التحديات المشتركة بين الجهتين بتخلي الأهالي يوقفوا جنب بعض ويدعموا بعض.

مطربا مش بس ضيعة مقسومة بين دولتين، هي نموذج حيّ عن كيف الحدود ما بتقدر تفصل حياة الناس وروابطهم. القرية بتفرجي إنو، رغم التقسيمات السياسية، أهل الأرض بيظلوا متشبثين ببعض وبأرضهن، وما في حدود بتقدر توقف قدام حياتهن البسيطة والمترابطة.

انبسطت بهالمقال عن بلدة مطربا؟ تأكد تزور قسم #مدونة على موقعنا لتشوف المزيد!