وسط الشام القديمة، وتحديداً بحارة باب توما، بيتربع “مخبز حنانيا” اللي بيعتبر أقدم وأشهر أفران دمشق لصناعة خبز القربان. الفرن ملك الأخوة سلمون: سامر وسيمون وسامي، أبناء عائلة عريقة من معلولا. ورثوا المخبز و مهنة الخبز من أجدادهم، وما زالوا محافظين عليها رغم تحديات الزمن وظروف الحياة الصعبة.
الفرن عمره فوق الـ 400 سنة، وبيخبزوا في خبز القربان بالطريقة التقليدية بمنكهات طبيعية متل المسكة والمحلب وماء الزهر، لحتى تطلع نكهة فريدة تميز مخبز حنانيا عن غيره. العم سامر بيحكي بابتسامة مليانة حب وفخر: ” الخبز ما بيغني بس يلي بيشتغل فيه ما بيجوع.”
بالمخبز في أول عجانة دخلت سوريا، والناس كانوا يوقفوا صفوف قدام الفرن ليشوفوا هالاختراع الجديد بوقتها. وأيام زمان كانو السيدات يجوا من كل الأحياء المجاورة، خصوصاً بعيد الميلاد وعيد الفصح، ليخبزوا الكعك ويعيشوا أجواء دافية ومليانة محبة. والعجانة لليوم بعدها موجودة بالمخبز كجزء أساسي من الشغل.
خبز القربان اللي بيطلع من الفرن بيتحضر بكل تفاصيله الدقيقة، و بيتقدم بالمناسبات الدينية والأعياد و المآتم بالكنائس. ويمتاز بشكله و طعمه و الختم اليوناني عليه و سعره بيناسب الفقير والغني.
ورغم التحديات و ارتفاع تكاليف التشغيل وصعوبة الظروف، إلا إن الأخوة سلمون متمسكين بالمهنة. وبيشتغلوا بمحبة و صبر و بيحلموا بأيام أحسن.
بالنهاية “مخبز حنانيا” في دمشق مو بس مخبز، هو محطة للذاكرة، و وجهة محببة للسياح، ولما توصل على بابه بتشم ريحة الخبز السخن الممزوج بعبق الشام العتيقة.
خبرونا كنتو بتعرفوا خبز القربان او جربتوه من قبل؟
تعرف كمان على أفضل مطاعم بتقدم المأكولات العالمية.